كادت الدولة الأموية أن تنهار بسبب الانقسامات الداخلية وضعف الأمراء، إلا أن عهدا جديدا بدأ مع تولي الأمير عبد الرحمن بن محمد، استطاع الأخير أن يسترجع وحدة الدولة، ولما تحقق من قوته تلقب بالخلافة، بسط سلطته على المغرب الأقصى عن طريق أتباعه من بني مغراوة (بنو أبي العافية) على حساب الأدارسة، كما قضى على دولة بني مدرار في سجلماسة، حتى يضمن لدولته طرقا تجارية جديدا، بعد أن أطاح الفاطميون بدولة الرستميون -والتي كانت تمر عبرها تجارة الأندلسيين مع الصحراء-. كانت للأمويين نشاطات أخرى في شمالي البحر المتوسط، فاجتاحوا جزيرة كورسيكا، وكونوا قواعد لهم في جنوب فرنسا (جبل الكلال)، سيطروا على ممرات التجارة الجنوبية في جبال الألب، استمر تواجدهم هناك حوالي نصف قرن من الزمن. انقلب عليهم الحجاب أولا ثم بنو حمود - من الأدارسة - وتعاقب الفريقان على تولي الخلافة في قرطبة حتى زالت هيبة الدولة، واستقل كل عامل بمنطقته، عرف العهد التي أعقب دولتهم بملوك الطوائف.