بعد أن استقر الفاطميون بمصر تخلى هؤلاء عن إفريقية لصالح بني زيري. نظرا لانقطاع رقعة دولتهم عن مصر وانشغال الفاطميين بالعباسيين، قام الزيريون بإعلان استقلال دولتهم. بدأت الصراعات الداخلية بين أفراد الأسرة، واستقل الحماديون بالشطر الغربي من الدولة، ثم أسسوا عاصمتهم الجديدة: بجاية. أصبح للحماديين شأن كبير، فقاموا بتوسيع رقعة دولتهم حتى حدود القيروان وتونس شرقا و فاس غربا. قام أحد الأمراء الزيريين بإعلان الطاعة للعباسيين واتخذ من المذهب السني مذهبا رسميا. نقم عليه الخلفاء الفاطميون فسلطوا القبائل الهلالية (هلال، سليم ورباح) على إفريقية. استحل هؤلاء البلاد ونهبت المدن على غرار القيروان عاصمة الدولة، بعد الغزوات الهلالية تقهقرت رقعة الدولتين الزيرية والحمادية إلى المناطق الساحلية. تعقدت الأمور مع وصل النورمن. كان هؤلاء قد احتلوا جزيرة صقيلة وأخذوا يوجهوا أطماعهم نحو تونس. تم لهم الأمر، فاجتاحوا المهدية وكان ذلك نهاية دولة بنو زيري. أقامت القبائل الوافدة دويلات عديدة في المنطقة، وكانت ولاءاتها مختلفة هي أيضا، بعضها لم تكن إلا مناطق نفوذ. مع وصول طلائع جيوش الموحدين إلى المنطقة، بدأت هذه الدويلات الصغرى في التهاوي، الحماديون أولا، ثم باقي الدويلات الهلالية الواحدة تلو الأخرى. انتهت هذه المرحلة مع بسط الموحدين لسيادتهم على كامل إفريقية.