أول صرخة: آخ يا أمي.. لا تموتي.. كنت قبل قليل ستعدين العشاء.. كنت تخافين علي أن أًقتل
لا تموتي يا أمي.. هاك قلبي، رأسي، دمي، أنفاسي، عمري.. لا تموتي قبل الأوان بكثير
والأم ينزف قلبها: فداك عمري
ثاني صرخة: الأم يتقطع نفسها: لا تبكي فداك عمري
والولد يتفتت قلبه بالألم: يا الله.. يا الله... أعدني إلى رحمها أو إليك، نموت سوياً أو أموت وحدي، يا من شئت أن تحملني وهناً برحمها لأخرج وأكبر وأشاهد وأرى
أهذا دمها أم دمي؟
يا وجعي، يا مصابي، يا ويلتي..
يا الله لطفك، تهتز ضمائر الغرب للكلاب..
أما نحن: فيمددون فترة ذبحنا وسلخ لحومنا
وتصدق الشظية ولا تخطئنا
أين أمة لا إله إلا الله
أين هم العرب؟
تماسكي يا أمي
ليس الآن
كنت ستعدين لي العشاء
وصوت الطيران والانفجارات
كل شيء يهتز
والشارع تنبعث رائحة الموت منه وتتطاير الحجارة
والأجساد والشظايا
أين أمة لا إله إلا الله
أين هم العرب؟
أين هم؟؟
الصرخة الأخيرة: سكت الكلام
والرحمة جاءت مثل طلقة رصاص
قلب سكت وآخر تمزق واحترق
روح رفرفت فوق غابات الدم
وأخرى نزفت
لا يأبه أحد من العالم
لا عالم يأبه!
آآآآآآآآه آآآآآآآآه صور تتكرر قبوب تسكن وقلوب تذبح أين أنتم أيها العرب ...
صور تتكرر على جدران حياتنا اليومية ...
جروح لا يدملها زمن ولا يضمدها عمر ....
الله أكبر الله اكبر فوق كل شيء ...